نجاح برنامج البشير على الساحة الدولية
A political satirical media program aired on Al Sharqiya TV (2014–2019), presented by Ahmed Albasheer.
- التاريخ العراق / دولي | 2014 - 2019
في قلب المشهد العراقي المتغير، يبرز اسم عمر حبيب عبد الرزاق كقائد ملهم وناشط اجتماعي كرس ما يقارب عقدين من الزمن للدفاع عن حقوق الشباب، تحقيق العدالة الاجتماعية، ودفع عجلة التحول الديمقراطي. وُلد عمر في بغداد عام 1987، وتطور من مدافع شاب متحمس إلى أحد أبرز الأصوات المؤثرة في التغيير الاجتماعي بالعراق
A political satirical media program aired on Al Sharqiya TV (2014–2019), presented by Ahmed Albasheer.
تحت القيادة التنفيذية لعمر، أصبح برنامج البشير العرض البرنامج الساخر السياسي الأبرز في العراق، ونال اعترافًا دوليًا بفضل نهجه المبتكر في التعليق السياسي. وتمثّل نجاح البرنامج في قدرته على تبسيط القضايا السياسية المعقدة وجعلها في متناول الجمهور الشاب، مع الحفاظ على معايير إنتاج عالية واستقلالية تحريرية واضحة.
وساهم الانتشار الدولي للبرنامج في إيصال وجهات نظر الشباب العراقي إلى جماهير عالمية، متحدّيًا الصور النمطية ومبرزًا مستوى النضج والإبداع لدى الجيل العراقي الجديد. وقد أولى عمر في أسلوب إنتاجه أولوية للمصداقية وتمثيل الشباب، مما ضمن بقاء البرنامج وثيق الصلة بجمهوره الأساسي مع جذب اهتمام جمهور أوسع.
An initiative launched by Ertkaz in cooperation with Baghdad Municipality
تُعدّ هذه المبادرة البيئية الرائدة، التي تنظمها شركة ارتكاز، خطوة جادة لمواجهة تغيّر المناخ وتدهور البيئة، مع توفير فرص للشباب للمشاركة والتعلّم. يجمع المشروع بين النشاط البيئي والتنظيم المجتمعي، ويهيّئ مساحات يشارك فيها الشباب العراقي في أعمال بيئية هادفة، مع اكتساب مهارات في إدارة المشاريع والمشاركة المدنية.
ويُظهر نجاح هذه المبادرة فهم عمر العميق بأن النشاط الفعّال يجب أن يتناول التحديات المتشابكة التي تواجه المجتمع العراقي. ومن خلال دمج القضايا البيئية بتمكين الشباب، يقدّم المشروع نموذجًا مستدامًا للمشاركة المجتمعية يمكن تكراره في مختلف أنحاء العراق.
An initiative aimed at combating intellectual piracy and protecting intellectual
تتناول هذه الحملة الشاملة قضايا حماية الملكية الفكرية والحقوق الرقمية، وهي قضايا ذات أهمية خاصة في ظل نمو قطاع التكنولوجيا والصناعات الإبداعية في العراق. تجمع المبادرة بين المناصرة القانونية والتوعية العامة، بهدف مساعدة الشباب العراقيين على فهم أهمية حقوق الملكية الفكرية، مع الترويج لبدائل مشروعة للقرصنة.
ويركز نهج الحملة على الفوائد الاقتصادية لحماية الملكية الفكرية، وخصوصًا لفئة رواد الأعمال الشباب والمهنيين العاملين في المجالات الإبداعية. ومن خلال تقديم حماية الملكية الفكرية كجزء من قضايا التنمية الاقتصادية، نجح عمر في إشراك الشباب العراقيين الذين قد ينظرون إلى هذه الحملات على أنها مقيّدة، لا محفّزة.
An initiative aimed at combating intellectual piracy and protecting intellectual
من خلال حملات إعلامية شاملة، عمل عمر باستمرار على مكافحة العنف والإرهاب ونفوذ الميليشيات في المجتمع العراقي. ويركّز نهجه على التوعية والتعليم، مستهدفًا بشكل خاص فئة الشباب العراقيين الذين قد يكونون عرضة للاستقطاب من قبل الجماعات المتطرفة. وتوظف هذه الحملات منصات إعلامية متعددة لنشر رسائل التسامح، والمشاركة الديمقراطية، وحل النزاعات بالطرق السلمية.
وتكمن قوة هذه المبادرات في قدرتها على تقديم بدائل مقنعة للأيديولوجيات المتطرفة، مع مراعاة المظالم والهواجس المشروعة التي يواجهها الشباب العراقي. وتؤكد حملات عمر باستمرار على أهمية الانخراط المدني والمشاركة الديمقراطية كبديل فعّال للعنف والتطرف.
من خلال حملات إعلامية شاملة، عمل عمر باستمرار على مكافحة العنف والإرهاب ونفوذ الميليشيات في المجتمع العراقي. ويعتمد في نهجه على التثقيف وزيادة الوعي، مع التركيز بشكل خاص على فئة الشباب العراقيين المعرّضين لخطر الاستقطاب من قبل الجماعات المتطرفة. وتستند هذه الحملات إلى استخدام منصات إعلامية متعددة لنشر رسائل التسامح والمشاركة الديمقراطية وحل النزاعات بالطرق السلمية.
يكمن نجاح هذه المبادرات في قدرتها على تقديم بدائل مقنعة للأيديولوجيات المتطرفة، مع الأخذ في الاعتبار المظالم والهواجس المشروعة التي يواجهها الشباب العراقي. وتؤكد حملات عمر باستمرار على أهمية المشاركة المدنية والانخراط في الحياة الديمقراطية كبدائل حقيقية للعنف والتطرف.
بصفته مؤسسًا لشركة ليو ميديا، أسس عمر أول وكالة تسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومنصة إنتاج مخصصة في العراق تركز بشكل خاص على المحتوى الموجه للشباب. ركز عمل الشركة على سرد القصص الرقمية والتفاعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما ساعد المبدعين الشباب العراقيين على تطوير مهاراتهم وبناء جمهور لأعمالهم.
كانت منهجية ليو ميديا في إنشاء المحتوى تعطي الأولوية لأصوات الشباب ووجهات نظرهم، من خلال توفير منصات للشباب العراقيين لمشاركة قصصهم والتفاعل مع القضايا الاجتماعية والسياسية الأوسع. وأثبت نجاح الشركة جدوى الأعمال الإعلامية الموجهة للشباب في الاقتصاد العراقي المتطور
عمل عمر كمستشار خاص ومستشار إعلامي لفريق تشكيل حكومة محمد توفيق علاوي أبرز قدرته على جسر الفجوة بين المجتمع المدني والمؤسسات السياسية الرسمية. شمل دوره تطوير استراتيجيات اتصال تساهم في إشراك الشباب العراقيين بشكل فعال وضمان دمج وجهات نظرهم في خطط الحكم.
قدمت له هذه التجربة رؤى قيمة حول العملية السياسية الرسمية، وفي نفس الوقت مكنته من الدفاع عن تمثيل الشباب على أعلى المستويات الحكومية. وأظهر عمله خلال هذه الفترة أهمية وجود دعاة الشباب في عمليات صنع القرار السياسي.
يحمل عمر شهادة في الإدارة الاقتصادية، والتي زودته بمهارات تحليلية واستراتيجية قوية. ساهمت دراسته خلال فترة حاسمة في تاريخ العراق في تشكيل فهمه للتحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه البلاد. ولا تزال هذه الأسس تشكل مرجعًا في عمله في مجالات الإعلام، والنشاط المدني، وتمكين الشباب — خصوصًا في مواجهة الحواجز التي يواجهها الشباب العراقي في التوظيف والتنمية.
بصفته مؤسس شركة ارتكاز، نجح عمر في بناء واحدة من أبرز المؤسسات الاجتماعية في العراق، حيث جمع بين إنتاج المحتوى الإعلامي، والمشاركة المدنية، وتمكين الشباب. وتحت قيادته، أطلقت ارتكاز مشاريع مبتكرة مثل "غابات بغداد المستدامة" و"العراق خالٍ من القرصنة"، والتي تمزج بين النشاط البيئي، والدفاع عن حقوق الملكية الفكرية، وتوفير فرص العمل للشباب.
استطاع عمر أن يضع ارتكاز كنموذج رائد لريادة الأعمال الاجتماعية المستدامة، من خلال الحصول على عقود مع شركات عالمية مثل Supercell وSAS، مع الحفاظ في الوقت نفسه على استقلال الشركة عن الهياكل السياسية التقليدية. ويعتمد نهجه القاعدي على إشراك المجتمع المحلي في تصميم المشاريع وتنفيذها، مما يجعل من ارتكاز شركة ناجحة وتجربة تدريبية فعلية لجيل جديد من صُنّاع التغيير في العراق.
أطلق عمر منصة 3T في دبي كمنصة إعلامية إقليمية تهدف إلى تضخيم صوت الشباب العراقي وربطه بالجمهور العربي الأوسع. ومن خلال شراكات مثل التعاون مع قناة الحرة، استخدمت 3T الكوميديا والتعليق الاجتماعي لتحدي الصور النمطية، وتعزيز القيم الديمقراطية، وتسليط الضوء على القضايا التي يقودها الشباب مثل المشاركة السياسية والفرص الاقتصادية.
وبقيادة عمر، أصبحت 3T من الأسماء البارزة في مشهد الإعلام في دبي، حيث قدمت نموذجًا قويًا لقوة السرد الأصيل والتعاون الإقليمي. وأسهمت تجربته في 3T في توسيع شبكته الإقليمية وتعميق فهمه للحركات الشبابية الفعالة في العالم العربي — وهي رؤى لا يزال يوظفها في عمله داخل العراق.
لعب عمر دورًا محوريًا في تحويل برنامج البشير من عرض كوميدي محلي إلى منصة قوية للمشاركة السياسية للشباب. وتحت قيادته، أصبح البرنامج أداة للتثقيف السياسي وتعزيز الوعي المدني، حيث وصل إلى ملايين العراقيين وأثار نقاشات وطنية حول الديمقراطية والفساد والعدالة الاجتماعية.
ومن خلال السخرية الحادة والسرد الأصيل، حرص عمر على أن يخاطب البرنامج الشباب العراقيين بشكل مباشر، مما ساعد على تبسيط القضايا السياسية المعقدة وتشجيع التفكير النقدي. ولم يقتصر تأثير عمله على الخطاب العام داخل العراق فحسب، بل ساهم أيضًا في تقديم وجهات نظر الشباب العراقيين إلى جمهور عالمي، مؤكدًا أن الإعلام يمكن أن يكون ترفيهيًا وتحويليًا في آن واحد.
في مركز IIACSS، قاد عمر مشاريع بحثية تركز على الشباب ساهمت في تشكيل جهود المناصرة والسياسات الوطنية. قام بتصميم والإشراف على دراسات تناولت مشاركة الشباب السياسية، والتحديات الاقتصادية، والاحتياجات الاجتماعية—مُنتجًا بيانات حاسمة دعمت مسار التحول الديمقراطي في العراق.
دافع عمر عن استخدام أساليب بحثية تشاركية، حيث أشرك الشباب العراقيين كمشاركين في إجراء البحوث. وقد ساهم هذا النهج في تحسين جودة البيانات، وبناء مهارات البحث وصناعة السياسات لدى المشاركين—العديد منهم يقودون اليوم مبادراتهم الخاصة.
شكل عمله في IIACSS أساسًا لحملات مناصرة رئيسية، وأدخل مناهج بحثية مبتكرة أصبحت اليوم تُستخدم على نطاق واسع من قبل منظمات المجتمع المدني في جميع أنحاء العراق.
خلال سبع سنوات من عمله في شركة آسياسيل، اكتسب عمر خبرة أساسية في مجال الدفاع عن حقوق العمال، وإدارة المشاريع، والقيادة التنظيمية. وبالإضافة إلى قيادته للفرق، دافع عن ممارسات توظيف عادلة وهياكل عمل أكثر ديمقراطية—مما أسس لعمله المستقبلي في مجال العدالة الاجتماعية.
أدخل عمر أساليب إدارة تشاركية وقدم الإرشاد للموظفين الشباب، والذين دعم العديد منهم لاحقًا مبادراته في العمل الحقوقي وريادة الأعمال. كما منحه عمله في قطاع الاتصالات رؤى قيمة حول كيفية استخدام تكنولوجيا الهاتف المحمول في التنظيم المجتمعي والتواصل السياسي—وهو ما طبقه لاحقًا في جهود تعبئة الشباب واستراتيجيات الإعلام.
في المراحل الأولى من مسيرته المهنية، عمل عمر على مشاريع إنسانية وتنموية بدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) في مجتمعات متضررة من الإرهاب. وقد ساهمت هذه التجربة في تشكيل التزامه الدائم بالنشاط القاعدي والتغيير الاجتماعي القائم على المجتمع المحلي.
ومن خلال هذه المشاريع، ترسّخت لدى عمر قناعة راسخة بالتنمية التشاركية والنشاط القائم على الأدلة—وهي مبادئ لا تزال توجه عمله حتى اليوم. كما وفرت له هذه التجربة فهماً مباشراً لنقاط القوة والضعف في نماذج التنمية الدولية.
وتواصل الشبكات التي بناها مع نشطاء شباب خلال تلك الفترة لعب دور محوري في مبادراته الأوسع للتأثير الاجتماعي في مختلف أنحاء العراق.
كسياسي عراقي وناشط اجتماعي عاش تجربة العمل في مؤسسات الدولة المختلفة، أدركت أن قوة أي بلد لا تُقاس بثرواته الطبيعية أو موقعه الجغرافي، بل بقوة مؤسساته وقدرتها على العمل بشفافية ونزاهة بعيداً عن التدخلات الخارجية والمصالح الشخصية. هذا الدرس تعلمته من خلال سنوات طويلة من العمل كمؤيد للشباب العراقي ومدافع عن الإصلاح المؤسسي.
عندما نتحدث عن المؤسسات القوية، فإننا لا نعني المباني الفخمة أو الموظفين الكثر، بل نعني منظومة متكاملة من القوانين والإجراءات والقيم التي تضمن العدالة والشفافية والكفاءة. المؤسسة القوية هي التي تعمل وفق القانون وليس وفق أهواء الأشخاص، والتي تخدم المواطن وليس المسؤول، والتي تحمي الحق العام وليس المصلحة الخاصة.
تجربتي كناشط سياسي في العراق علمتني أن ضعف المؤسسات هو السبب الجذري لمعظم مشاكلنا. عندما تكون المؤسسات ضعيفة، تصبح عرضة للتلاعب والفساد والمحسوبية. وعندما تفقد المؤسسات مصداقيتها، يفقد المواطن ثقته في الدولة، وتنتشر الفوضى وعدم الاستقرار.
الشباب العراقي، الذي أعتبر نفسي مؤيداً ومدافعاً عن قضاياه، يعاني أكثر من غيره من ضعف المؤسسات. عندما تكون عملية التوظيف في الدولة مبنية على الواسطة وليس الكفاءة، يجد الشاب المتعلم والمؤهل نفسه محروماً من الفرص رغم جدارته. وعندما تكون المؤسسات التعليمية ضعيفة وغير مواكبة للعصر، يجد الشباب أنفسهم غير مؤهلين لسوق العمل الحديث.
بناء المؤسسات القوية يتطلب أولاً وضع قوانين واضحة ومحددة تنظم عمل كل مؤسسة وتحدد صلاحياتها ومسؤولياتها. هذه القوانين يجب أن تكون مكتوبة بوضوح ومنشورة للجميع، حتى يعرف كل مواطن حقوقه وواجباته، ويعرف كل موظف حدود صلاحياته.
الشفافية ركن أساسي في بناء المؤسسات القوية. المواطن العراقي له الحق في معرفة كيف تُتخذ القرارات التي تؤثر على حياته، وكيف تُنفق الأموال العامة، وما هي معايير التوظيف والترقية في المؤسسات الحكومية. الشفافية ليست مجرد شعار نرفعه، بل هي ممارسة يومية تتطلب نشر المعلومات وإتاحتها للجمهور.
المحاسبة جانب آخر لا يقل أهمية. المؤسسة القوية هي التي تحاسب المقصرين والفاسدين مهما كانت مناصبهم أو انتماءاتهم. لا يمكن أن تكون هناك مؤسسة قوية في ظل إفلات المسؤولين من العقاب. المحاسبة يجب أن تكون سريعة وعادلة وشاملة.
التدريب والتطوير المستمر للموظفين ضروري لضمان كفاءة المؤسسات. الموظف الحكومي يجب أن يكون مؤهلاً ومدرباً ومحدثاً لمعلوماته ومهاراته. هذا يتطلب استثماراً مستمراً في برامج التدريب وورش العمل والدورات التخصصية.
الاستقلالية شرط أساسي لقوة المؤسسات. المؤسسة التي تخضع للتدخلات السياسية أو الحزبية لا يمكن أن تكون قوية أو فعالة. القضاء، على سبيل المثال، يجب أن يكون مستقلاً تماماً عن السلطة التنفيذية والتشريعية حتى يتمكن من تطبيق العدالة بنزاهة.
التكنولوجيا يمكن أن تلعب دوراً مهماً في تقوية المؤسسات. الأنظمة الرقمية تقلل من الأخطاء البشرية وتزيد من الشفافية وتسرع من الإجراءات. الحكومة الإلكترونية ليست مجرد رفاهية، بل ضرورة لبناء مؤسسات حديثة وفعالة.
مشاركة المجتمع المدني في مراقبة أداء المؤسسات أمر ضروري. منظمات المجتمع المدني والإعلام والمواطنون العاديون يجب أن يكون لهم دور في مراقبة أداء المؤسسات الحكومية والتأكد من أنها تعمل لخدمة المصلحة العامة.
الإصلاح المؤسسي ليس مهمة سهلة أو سريعة. إنه عملية طويلة ومعقدة تتطلب إرادة سياسية قوية ودعماً شعبياً واسعاً. لكن النتائج تستحق الجهد المبذول. الدول التي نجحت في بناء مؤسسات قوية حققت استقراراً سياسياً وازدهاراً اقتصادياً ورفاهية اجتماعية.
كناشط سياسي ومؤيد للإصلاح في العراق، أؤمن بأن بناء المؤسسات القوية هو الطريق الوحيد لتحقيق دولة القانون التي نطمح إليها جميعاً. هذا يتطلب منا جميعاً، سياسيين ومواطنين، أن نعمل معاً لدعم الإصلاح المؤسسي ومقاومة كل أشكال الفساد والمحسوبية. الشباب العراقي، الذي أعتبر نفسي صوتاً له ومدافعاً عن حقوقه، يجب أن يكون في مقدمة هذا الإصلاح. الشباب هم الأكثر تضرراً من ضعف المؤسسات، وهم الأكثر استفادة من قوتها. لذلك، يجب أن نشركهم في عملية الإصلاح ونستمع إلى آرائهم ونستفيد من طاقاتهم
في عالم يتسارع فيه التطور التكنولوجي بوتيرة مذهلة، حيث يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل كل جانب من جوانب الحياة الإنسانية، يجد العراق نفسه أمام سؤال وجودي: هل نحن جزء من هذا التحول العالمي، أم أننا نقف على الرصيف نشاهد قطار المستقبل وهو يمر أمامنا دون أن نستطيع اللحاق به؟
الإجابة الصادقة والمؤلمة هي أننا لسنا مستعدين بما فيه الكفاية لهذا التحول الجذري. وفقاً لمؤشر الاستعداد الحكومي للذكاء الاصطناعي لعام 2024، يحتل العراق المرتبة 107 عالمياً، وهو ترتيب يضعنا بين أقل الدول استعداداً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. هذا الرقم ليس مجرد إحصائية، بل هو جرس إنذار يدق بقوة ليذكرنا بأن الوقت ينفد، وأن التأخير في اللحاق بركب التطور التكنولوجي قد يكلفنا مستقبل أجيالنا القادمة.
لكن قبل أن نغرق في بحر من التشاؤم، دعونا نفهم حقيقة التحدي الذي نواجهه. الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تقنية جديدة يمكن تجاهلها أو تأجيل التعامل معها. إنه ثورة حقيقية تعيد تعريف طبيعة العمل والتعليم والصحة والحكومة والاقتصاد. الدول التي تتأخر في تبني هذه التقنيات لن تجد نفسها فقط متخلفة تكنولوجياً، بل ستجد نفسها مهمشة اقتصادياً وسياسياً على المستوى العالمي.
التحدي الأول الذي يواجه العراق في مجال الذكاء الاصطناعي هو غياب الرؤية الوطنية الواضحة. بينما تضع دول المنطقة استراتيجيات طموحة للذكاء الاصطناعي وتخصص مليارات الدولارات لتطوير هذا القطاع، لا يزال العراق يفتقر إلى استراتيجية شاملة ومتكاملة. هذا الغياب للرؤية الاستراتيجية يعني أن جهودنا المحدودة في هذا المجال تبقى مبعثرة وغير منسقة، مما يقلل من فعاليتها وتأثيرها.
التحدي الثاني يكمن في ضعف البنية التحتية الرقمية. الذكاء الاصطناعي يتطلب بنية تحتية رقمية متطورة تشمل شبكات إنترنت سريعة وموثوقة، ومراكز بيانات متقدمة، وأنظمة حوسبة سحابية. رغم التقدم الملحوظ في مجال المدفوعات الرقمية، والذي شهد ارتفاعاً من 2.6 تريليون دينار إلى 7.6 تريليون دينار خلال عام واحد، إلا أن هذا التقدم لا يزال محدوداً مقارنة بما هو مطلوب لدعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي المتقدمة.
التحدي الثالث، والأهم ربما، هو نقص الكوادر المتخصصة. الذكاء الاصطناعي يتطلب خبرات متقدمة في علوم الحاسوب والرياضيات والإحصاء وعلوم البيانات. هذه التخصصات تحتاج إلى استثمار طويل الأمد في التعليم والتدريب، وهو ما لم نبدأ فيه بجدية كافية. الجامعات العراقية، رغم تاريخها العريق، تحتاج إلى تحديث جذري في مناهجها وبرامجها لتواكب متطلبات العصر الرقمي.
لكن التحديات لا تعني الاستسلام. العراق يملك مقومات حقيقية يمكن البناء عليها لتطوير قطاع الذكاء الاصطناعي. لدينا تاريخ عريق في الرياضيات والعلوم، وشباب ذكي ومتحمس للتعلم، وموارد مالية يمكن توجيهها للاستثمار في التكنولوجيا. ما نحتاجه هو الإرادة السياسية والرؤية الاستراتيجية لتحويل هذه المقومات إلى واقع ملموس.
الخطوة الأولى يجب أن تكون وضع استراتيجية وطنية شاملة للذكاء الاصطناعي. هذه الاستراتيجية يجب أن تحدد الأولويات والأهداف والموارد المطلوبة، وأن تضع جدولاً زمنياً واضحاً للتنفيذ. يجب أن تشمل الاستراتيجية جميع القطاعات، من التعليم والصحة إلى الزراعة والصناعة والخدمات الحكومية.
التعليم يجب أن يكون في قلب هذه الاستراتيجية. نحن بحاجة إلى إعادة تصميم المناهج التعليمية لتشمل علوم الحاسوب والبرمجة والذكاء الاصطناعي من المراحل المبكرة. يجب أن نستثمر في تدريب المعلمين وتطوير قدراتهم في هذه المجالات. الجامعات تحتاج إلى برامج متخصصة في الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات، وإلى شراكات مع الجامعات العالمية المتقدمة في هذا المجال.
القطاع الخاص يجب أن يكون شريكاً أساسياً في هذا التحول. الحكومة وحدها لا تستطيع تحمل عبء تطوير قطاع الذكاء الاصطناعي. نحن بحاجة إلى بيئة استثمارية جاذبة تشجع الشركات المحلية والأجنبية على الاستثمار في هذا المجال. هذا يتطلب قوانين وتشريعات داعمة، وحوافز ضريبية، وتسهيلات إدارية.
الشراكات الدولية ضرورية أيضاً. يمكن للعراق أن يستفيد من خبرات الدول المتقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال اتفاقيات التعاون التقني وبرامج تبادل الخبرات. منظمة اليونسكو، على سبيل المثال، نظمت مؤخراً دورات تدريبية في العراق حول أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، وهذا نموذج يمكن توسيعه وتطويره.
التطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي في العراق يمكن أن تبدأ من القطاعات التي تحتاج إليها بشدة. في قطاع الصحة، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين التشخيص الطبي وإدارة المستشفيات. في قطاع التعليم، يمكن استخدامه لتطوير أنظمة التعلم التكيفي والتعليم الشخصي. في قطاع الزراعة، يمكن استخدامه لتحسين الإنتاجية ومراقبة المحاصيل.
الحكومة الرقمية تمثل مجالاً واعداً لتطبيق الذكاء الاصطناعي. يمكن استخدام هذه التقنيات لتحسين الخدمات الحكومية وتبسيط الإجراءات وزيادة الشفافية. أنظمة الذكاء الاصطناعي يمكن أن تساعد في مكافحة الفساد من خلال تحليل البيانات واكتشاف الأنماط المشبوهة.
الأمن السيبراني يجب أن يكون اعتباراً أساسياً في أي استراتيجية للذكاء الاصطناعي. هذه التقنيات تفتح آفاقاً جديدة للتهديدات السيبرانية، ونحن بحاجة إلى تطوير قدراتنا في هذا المجال لحماية بياناتنا وأنظمتنا الحيوية.
الأخلاقيات والقوانين جانب مهم آخر. الذكاء الاصطناعي يثير قضايا أخلاقية وقانونية معقدة تتعلق بالخصوصية وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية. نحن بحاجة إلى إطار قانوني وأخلاقي واضح ينظم استخدام هذه التقنيات ويضمن استخدامها لخدمة الإنسان وليس ضده.
التمويل يبقى التحدي الأكبر. تطوير قطاع الذكاء الاصطناعي يتطلب استثمارات ضخمة في البحث والتطوير والتعليم والبنية التحتية. الاعتماد على عائدات النفط وحدها قد لا يكون كافياً، ونحن بحاجة إلى مصادر تمويل متنوعة تشمل الاستثمار الخاص والتمويل الدولي والشراكات الاستراتيجية.
الوقت عامل حاسم في هذا السباق. كل يوم نتأخر فيه عن اللحاق بركب التطور التكنولوجي يزيد من صعوبة المهمة ويقلل من فرص النجاح. الدول التي بدأت مبكراً في الاستثمار في الذكاء الاصطناعي تحصد اليوم ثمار استثماراتها، بينما الدول المتأخرة تجد نفسها في موقف أصعب.
لكن التأخير لا يعني الاستحالة. التاريخ مليء بأمثلة لدول استطاعت اللحاق بركب التطور رغم البداية المتأخرة. كوريا الجنوبية وسنغافورة والإمارات العربية المتحدة كلها أمثلة على دول استطاعت تحقيق قفزات تكنولوجية مذهلة في فترات قصيرة نسبياً.
العراق يقف اليوم أمام مفترق طرق. يمكننا أن نختار طريق التحول الرقمي والاستثمار في الذكاء الاصطناعي، أو يمكننا أن نستمر في التأخير والتسويف حتى يصبح اللحاق بالركب أصعب وأكثر تكلفة. الخيار الأول يتطلب شجاعة سياسية ورؤية استراتيجية واستثماراً ضخماً، لكنه يضمن لنا مكاناً في عالم المستقبل. الخيار الثاني أسهل في المدى القصير، لكنه يحكم علينا بالتهميش والتخلف في المدى الطويل.
الشباب العراقي، الذي يشكل 60% من السكان، هو أملنا الحقيقي في هذا التحول. هؤلاء الشباب نشأوا في عصر الإنترنت والهواتف الذكية، وهم أكثر استعداداً لتبني التقنيات الجديدة من الأجيال السابقة. لكنهم يحتاجون إلى الدعم والتوجيه والفرص لتطوير قدراتهم في مجال الذكاء الاصطناعي.
الاستثمار في الذكاء الاصطناعي ليس مجرد استثمار في التكنولوجيا، بل هو استثمار في مستقبل العراق وأجياله القادمة. إنه استثمار في قدرتنا على المنافسة في الاقتصاد العالمي، وفي قدرتنا على حل مشاكلنا المحلية، وفي قدرتنا على بناء مجتمع أكثر عدالة وازدهاراً.
السؤال ليس ما إذا كان العراق سيدخل عصر الذكاء الاصطناعي، بل متى وكيف. كلما أسرعنا في اتخاذ القرارات الصحيحة والبدء في التنفيذ، كلما كانت فرصنا أفضل في اللحاق بالركب وتحقيق النجاح. القطار لم يفت بعد، لكن الوقت ينفد بسرعة، ولا مجال للتردد أو التأخير أكثر من ذلك.
في كل صباح، يستيقظ ملايين العراقيين على واقع يذكرهم بأن البنية التحتية ليست مجرد مصطلح تقني يتداوله المهندسون والمخططون، بل هي نبض الحياة اليومية الذي يحدد جودة معيشتهم ومستقبل أطفالهم. عندما ينقطع التيار الكهربائي في منتصف يوم صيفي حار، أو عندما تتحول الشوارع إلى برك من المياه بعد أول زخة مطر، أو عندما يقضي المواطن ساعات في زحمة مرورية بسبب عدم كفاية الطرق، فإنه يدرك أن البنية التحتية ليست رفاهية، بل ضرورة حياتية.
مشروع طريق التنمية، الذي يُعتبر أحد أكبر المشاريع الاستراتيجية في تاريخ العراق الحديث، يمثل نموذجاً مثالياً لما يمكن أن تحققه البنية التحتية المتطورة. هذا المشروع، الذي يهدف إلى ربط الخليج العربي بتركيا عبر العراق، ليس مجرد طريق أو خط سكة حديد، بل هو رؤية شاملة لتحويل العراق إلى مركز لوجستي إقليمي وعالمي.
لكن التحدي الحقيقي لا يكمن في ضخامة المشروع أو تكلفته البالغة 17 مليار دولار، بل في قدرتنا على تنفيذه بالشفافية والكفاءة المطلوبة. التجارب السابقة علمتنا أن المشاريع الكبيرة في العراق غالباً ما تواجه تحديات الفساد وسوء الإدارة والتأخير في التنفيذ. لذلك، فإن نجاح مشروع طريق التنمية يتطلب أكثر من مجرد التمويل والتخطيط التقني؛ يتطلب إرادة سياسية حقيقية لضمان الشفافية والمحاسبة.
البنية التحتية الحديثة تتجاوز مفهوم الطرق والجسور التقليدية لتشمل الشبكات الرقمية والاتصالات المتقدمة. في عصر الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، لا يمكن للعراق أن يكتفي ببناء طرق أسفلتية وجسور خرسانية، بل يجب أن يستثمر في البنية التحتية الرقمية التي تمكن من التجارة الإلكترونية والحكومة الرقمية والتعليم عن بُعد.
التقرير الأخير للأمم المتحدة حول التحول الرقمي في العراق يُظهر تقدماً ملحوظاً في مجال المدفوعات الرقمية، حيث ارتفعت قيمة المعاملات الرقمية من 2.6 تريليون دينار في يناير 2023 إلى 7.6 تريليون دينار في 2024. هذا التطور يُظهر أن العراق قادر على مواكبة التطورات التكنولوجية عندما تتوفر الإرادة والدعم المناسب.
لكن البنية التحتية الناجحة تتطلب أكثر من مجرد الاستثمار في المشاريع الكبيرة. تتطلب رؤية متكاملة تربط بين المشاريع المختلفة وتضمن تكاملها وتناغمها. عندما نبني طريقاً جديداً، يجب أن نضمن وجود شبكة كهرباء موثوقة لإنارته، وشبكة اتصالات لتأمين الخدمات الذكية، وأنظمة صرف صحي لحماية البيئة المحيطة.
التحدي الأكبر في تطوير البنية التحتية العراقية يكمن في التمويل المستدام. الاعتماد على عائدات النفط وحدها لتمويل هذه المشاريع الضخمة يجعل العراق عرضة لتقلبات أسعار النفط العالمية. لذلك، نحن بحاجة إلى استراتيجية تمويل متنوعة تشمل الشراكة مع القطاع الخاص، والاستثمار الأجنبي المباشر، والتمويل الدولي من المؤسسات المالية العالمية.
الشراكة بين القطاعين العام والخاص تمثل نموذجاً واعداً لتطوير البنية التحتية. هذا النموذج يمكن أن يجلب الخبرة التقنية والكفاءة الإدارية من القطاع الخاص، مع الحفاظ على الرقابة والتوجيه الحكومي. دول كثيرة نجحت في تطوير بنيتها التحتية من خلال هذا النموذج، ويمكن للعراق أن يستفيد من هذه التجارب.
لكن الأهم من كل ذلك هو ضمان أن مشاريع البنية التحتية تخدم المواطن العادي وتحسن من جودة حياته اليومية. لا فائدة من بناء طرق سريعة فاخرة إذا كانت الأحياء السكنية تفتقر إلى الخدمات الأساسية. ولا معنى لإنشاء مطارات حديثة إذا كان المواطن لا يستطيع الوصول إليها بسبب سوء شبكة النقل العام.
التخطيط الحضري المتكامل يجب أن يكون أساس أي استراتيجية لتطوير البنية التحتية. هذا يعني دراسة احتياجات كل منطقة وتحديد أولوياتها، وضمان التوزيع العادل للمشاريع بين المحافظات المختلفة، والأخذ في الاعتبار النمو السكاني المتوقع والتغيرات المناخية.
البيئة يجب أن تكون اعتباراً أساسياً في جميع مشاريع البنية التحتية. التغير المناخي والتصحر يفرضان تحديات جديدة على المخططين والمهندسين. المشاريع الجديدة يجب أن تكون مستدامة بيئياً وتساهم في مواجهة التحديات البيئية بدلاً من تفاقمها.
الصيانة والتشغيل جانب مهمل في كثير من مشاريع البنية التحتية العراقية. بناء المشروع هو البداية وليس النهاية. الصيانة الدورية والتشغيل الكفء ضروريان لضمان استمرارية الخدمة وإطالة عمر المشروع. هذا يتطلب تخصيص ميزانيات كافية للصيانة وتدريب الكوادر المتخصصة.
التكنولوجيا الحديثة تفتح آفاقاً جديدة لتطوير البنية التحتية الذكية. أنظمة إدارة المرور الذكية يمكن أن تقلل من الازدحام وتحسن من كفاءة النقل. شبكات الكهرباء الذكية يمكن أن تقلل من الفاقد وتحسن من موثوقية التزويد. أنظمة إدارة المياه الذكية يمكن أن تحسن من كفاءة التوزيع وتقلل من الهدر.
الاستثمار في البنية التحتية ليس مجرد إنفاق حكومي، بل هو استثمار في المستقبل الاقتصادي للبلد. البنية التحتية الجيدة تجذب الاستثمارات، وتحسن من الإنتاجية، وتخلق فرص عمل، وتحسن من جودة الحياة. الدراسات الاقتصادية تُظهر أن كل دولار يُستثمر في البنية التحتية يحقق عائداً اقتصادياً يتراوح بين 3 إلى 7 دولارات.
لكن تحقيق هذا العائد يتطلب التخطيط السليم والتنفيذ الكفء والصيانة المستمرة. يتطلب أيضاً مشاركة المجتمع في التخطيط والمراقبة، وضمان الشفافية في جميع مراحل المشروع، ومحاسبة المقصرين والفاسدين.
العراق يقف اليوم أمام فرصة تاريخية لبناء بنية تحتية حديثة ومتطورة تليق بتاريخه العريق وتطلعات شعبه. مشروع طريق التنمية يمكن أن يكون البداية، لكنه لا يجب أن يكون النهاية. نحن بحاجة إلى رؤية شاملة تشمل جميع جوانب البنية التحتية، من النقل والطاقة والاتصالات إلى التعليم والصحة والبيئة. هذه الرؤية تتطلب إرادة سياسية قوية، وتخطيطاً علمياً دقيقاً، وتنفيذاً شفافاً وكفؤاً، ومشاركة شعبية واسعة. عندما تتوفر هذه العناصر، يمكن للبنية التحتية أن تتحول من مجرد شرايين صامتة إلى نبض حياة ينعش كل خلية في جسد الوطن
تابع أحدث مبادرات عمر، وتعليقاته السياسية، وعمله في دعم الشباب عبر قنواته على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يشارك بانتظام رؤى حول السياسة العراقية وفرص مشاركة الشباب.
رقم الهاتف: +٩٦٤ ١٢٣ ٤٥٦ ٧٨٩ البريد الإلكتروني: info@omarhabeeb.comIn Action