عمر حبيب عبد الرزاق: صوت الشباب العراقي نحو التغيير والعدالة الاجتماعية
في قلب المشهد العراقي المتغير، يبرز اسم عمر حبيب عبد الرزاق كقائد ملهم وناشط اجتماعي كرس ما يقارب عقدين من الزمن للدفاع عن حقوق الشباب، تحقيق العدالة الاجتماعية، ودفع عجلة التحول الديمقراطي. وُلد عمر في بغداد عام 1987، وتطور من مدافع شاب متحمس إلى أحد أبرز الأصوات المؤثرة في التغيير الاجتماعي بالعراق

رحلة النشاط من الجامعة إلى الشارع: بدأت مسيرة عمر في النشاط خلال سنوات دراسته الجامعية في كلية الإدارة والاقتصاد ببغداد. هناك، شهد عن كثب التحديات التي تواجه الشباب العراقي، ولم يقبلها كقدر محتوم. بدلاً من ذلك، بدأ في تنظيم زملائه الطلاب حول قضايا حيوية مثل الوصول إلى التعليم، الفرص الاقتصادية، والتمثيل السياسي. هذا النشاط المبكر وضع الأساس لالتزامه مدى الحياة بضمان سماع أصوات الشباب العراقي واحترامها.
المهندس الرئيسي لانتفاضة تشرين 2019: شكلت انتفاضة تشرين عام 2019 نقطة تحول حاسمة في مسيرة عمر. برز كأحد المهندسين الرئيسيين لهذه الحركة الشبابية التي غيرت الخطاب السياسي العراقي بشكل جذري. لم يقتصر دوره على التغطية الإعلامية، بل شارك بنشاط في تنظيم المظاهرات السلمية، والتنسيق مع مجموعات المجتمع المدني، لضمان أن مطالب الحركة للتغيير النظامي تظل مركزة وقابلة للتحقيق. قدرته على التعبير عن تطلعات الشباب مع الحفاظ على الحوار مع المؤسسات السياسية الراسخة جعلت منه جسراً حاسماً بين النشاط الجماهيري والعمليات السياسية الرسمية.
قيادة غير تقليدية وتأثير استراتيجي: يتميز أسلوب عمر في القيادة السياسية بكونه غير مباشر وفعال. بدلاً من السعي للمناصب الرسمية، اختار التأثير على السياسة والحكم من خلال الدعوة الاستراتيجية، المشاركة الإعلامية، وبناء التحالفات. هذا النهج سمح له بالحفاظ على مصداقيته مع الناشطين الجماهيريين، وفي الوقت نفسه بناء علاقات قوية مع القادة السياسيين الذين يدركون أهمية مشاركة الشباب في التنمية الديمقراطية للعراق.
مكافحة الفساد وتمكين الشباب: يعد عمل عمر في مكافحة الفساد أحد أهم جوانب نشاطه الاجتماعي. من خلال حملات إعلامية منسقة ومبادرات توعية عامة، كشف باستمرار عن الممارسات الفاسدة، مع التركيز بشكل خاص على القضايا التي تؤثر بشكل غير متناسب على الشباب العراقي، مثل التمييز في التوظيف، حواجز الوصول إلى التعليم، وعدم المساواة الاقتصادية. من خلال تأطير الفساد كقضية شبابية، نجح في حشد الفئات الديموغرافية الأصغر سناً حول إصلاح الحكم.
بعد دولي ورؤية شاملة: لم يقتصر تأثير عمر على العراق. فقد وفرت له فترته في دبي، حيث أسس شركات إعلامية وبنى شبكات إقليمية، رؤى قيمة حول الحركات الديمقراطية الناجحة في العالم العربي. هذه التجارب أثرت على فهمه لكيفية تقوية النشاط المحلي من خلال التضامن الدولي وتبادل المعرفة، مما دفعه لتطوير برامج تربط الناشطين الشباب العراقيين بنظرائهم في المنطقة.
يمتد التزام عمر بالعدالة الاجتماعية إلى ما هو أبعد من الدعوة السياسية ليشمل التمكين الاقتصادي والتنمية المجتمعية. من خلال مشاريعه التجارية المختلفة، أعطى الأولوية لتوظيف الشباب العراقي وخلق فرص لتطوير المهارات والنمو المهني. كما أن نشاطه البيئي، المتجسد في مبادرات مثل مشروع غابات بغداد المستدامة، يوضح فهمه أن العدالة الاجتماعية يجب أن تشمل الاستدامة البيئية.
مرشد ومطور للجيل القادم: ربما تكون أهم مساهمات عمر هي دوره كمرشد ومطور لقدرات الناشطين الشباب. من خلال برامج التوجيه الرسمية وغير الرسمية، درب مئات الشباب العراقيين على تقنيات التنظيم، استراتيجية الإعلام، والدعوة السياسية. هؤلاء المتدربون يقودون الآن منظماتهم وحملاتهم الخاصة عبر العراق، مما يخلق تأثيراً مضاعفاً يمتد تأثيره إلى ما هو أبعد من أنشطته المباشرة.
التعليم والخبرة المهنية: يحمل عمر بكالوريوس في الإدارة (2004-2008)، مما وفر له أساساً أكاديمياً قوياً في الإدارة الاقتصادية ومهارات تحليلية حاسمة. على الصعيد المهني، أسس وترأس شركة “أرتكاز” (2024)، وهي منصة لتمكين الشباب والمشاركة الديمقراطية، وتعمل كمشروع تجاري ناجح ومحفز للتغيير الاجتماعي. كما أسس وأدار شركة “3T” في دبي (2020-2023)، التي استخدمت الكوميديا والتعليق الاجتماعي لبناء التضامن بين الشباب العراقي ونظرائهم العرب.
قبل ذلك، كان المدير التنفيذي وقائد الحركة الاجتماعية لبرنامج “البشير شو” (2014-2019)، حيث حوله من برنامج ترفيهي إلى منصة قوية لمشاركة الشباب السياسية. كما شغل منصب مدير البحوث ومدافع عن السياسات في “IIACSS” (2014-2019)، حيث أجرى دراسات حول مواقف الشباب واحتياجاتهم. وبدأ مسيرته المهنية كقائد فريق ومنظم عمالي في شركة “آسياسيل للاتصالات” (2007-2014)، وعمل كمنظم مجتمعي مع منظمات مدعومة من USAID (2006-2007).
باختصار، عمر حبيب عبد الرزاق هو شخصية محورية في المشهد العراقي، يجمع بين النشاط الميداني، الفهم الإعلامي، والقدرة على بناء الجسور، ليقود حركة الشباب العراقي نحو مستقبل أفضل وأكثر ديمقراطية وعدالة.
In Action